Wednesday, November 3, 2021

الرحمة بالأبناء

الرحمة بالأبناء

 



*   قال الله تعالي :   فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ  وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .    
                         

قد اشتهر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة المطلقة مع الإنس والجن والحيوان والطير بل والجمادات كذلك والباب هنا لا يسع لذكرها ولكن سنوضح رحمته صلى الله عليه وسلم بالأطفال كيف كانت، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. «قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعاً لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ. فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ. فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنّهُ لَيُدّخَنُ. وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْناً. فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبّلُهُ. ثُمّ يَرْجِعُ».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَبَّلَ النبي  صلى الله عليه وسلم الحسنَ بن عليّ رضي اللّه عنهما وعنده الأقرعُ بن حابس التميمي. فقال الأقرعُ: إن لي عَشَرَةً من الولد ما قبّلتُ منهم أحداً، فنظرَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم  ثم قال: "مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ"».

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الآخر، ثم يضمهما، ثم يقول: «اللهم ارحمهما فإني أرحمهما».

وقد تربى الصحابة ونساء الصحابة على هذه الرحمة بالأبناء ليضربوا لنا أروع الأمثلة في هذا الجانب الأخلاقي فعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ : جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا ، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاثَ تَمْرَاتٍ ، فَأَعْطَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً ، ورَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا ، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا ، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا ، قَالَتْ : فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : “ إِنَّ اللَّهَ قَدٍ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ “ .

و هذه الرحمة تنفعك أيها المربي بعد موتك وتكون سبب في دخولك الجنة بإذن الله فعن عياض بن حمار  قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول: «أَهْلُ الْجَنّةِ ثَلاَثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدّقٌ مُوَفّقٌ. وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلّ ذِي قُرْبَىَ، وَمُسْلِمٍ. وَعَفِيفٌ مُتَعَفّفٌ ذُو عِيَالٍ».

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخله اللَّه الجنة بفضل رحمته إياهم».

فالمربي لابد أن تتوافر فيه صفات الرفق واللين والرحمة في التعامل مع الأطفال ، فعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا ..." بل وكان يوصي زوجاته وأصحابه بالرفق فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال:"  عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، فَإِنَّهُ لاَ يَكُونُ   فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ‏  ".‏

*   عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لاَ يُحَدِّثُ بِحَدِيْثٍ إِلاَّ تَبَسَّمَ. فَقُلْتُ: إِنّي أَخَافُ أَنْ يُحَمِّقَكَ النَّاسُ فَقَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يُحَدِّثُ بِحَدِيْثٍ إِلاَّ تَبَسَّمَ.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ إِنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا

No comments:

Post a Comment