Wednesday, November 3, 2021

الوفاء بالوعد في التربية

 الوفاء بالوعد 

§       قال تعالى :   وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا   .

 


§       أكد لنفسك وللآخرين أنك رجل منضبط تفي بوعودك قولا وعملا 

فلمّا كان النعمان بن المنذر ملكاّ على الحيرة قبل الإسلام وكان النعمان قد قسّم أيامه كلها إلى يومين يوم بؤس ويوم نعيم من قابله فى يوم بؤسه قتله ومن قابله فى يوم نعيمه أعطاه العطايا ومنحه وأغدق عليه ،

 فلقيه رجل من قبيلة طيء فى يوم بؤسه فعلم هذا الرجل أنه مقتول لا محالة 

فأقبل هذا الرجل إلى النعمان وقال حىّ الله الملك ثم قال الرجل لقد خرجت اليوم من بيتى وقد تركت أولادى على شفا حفرةٍ من الجوع والهلاك وخرجت مُبكراً لأبحث لهم عن قوتٍ وعن رزق فرزقنى الله اليوم هذا الأرنب فإن رأى الملك أن أعود لأولادى لأطعمهم وأوصى بهم وله على أن أعود إليه لأضع يدى في يده إن رأى الملك أن أفعل هذا أشكر له 

فقال النعمان بن المنذر بعدما رق له لن أفعل ذلك ولن أتركك تذهب بالأرنب البرى لأولادك إلا إذا ضمنك أحد منا فإن تأخرت قتلناه مكانك فتأخر من كان مع الملك إلا رجل يقال له شريك بن عمرو بن شراحيل، 

تقدّم للنعمان وقال أيها الملك أنا أضمن لك هذا الرجل 

فقال الملك إن تأخر قتلناك 

فقال أنا أضمنه وإن تأخر فاقتلنى

 فأذن له النعمان بن المنذر أن ينصرف بالأرنب إلى أولاده 

وفى الوقت المحدد إذ بالنعمان يرى هذا الرجل واقف بين يديه وعينيه فنظر إليه النعمان وقد طاش عقله حيث كان يتوقع أن لا يأتيه، فقد يأتى إلى هلاكه بعد أن نجى، 

فقال النعمان لهذا الرجل كلمات جميلة جداً

 قال له أيها الرجل لقد أوفيت بوعدك حتى لم تترك للوفاء سبيلا ثم إلتفت إلى شريك بن عمرو وقال وأنت يا شريك والله لقد جُدت حتى لم تدع للجود سبيلا 

ثم قال وأنا والله لن أكون ألئم الثلاثة فعفى عن الرجل وأكرم شريك بن عمرو ورفع هذا اليوم الذى كان يسمى يوم البؤس ،

 فقال هذا الأعرابى من قبيلة طئ

     ولقد دعتنى لإخلاف الوعد عشيرتى .... فأبيتُ عند تجهّم الأطوال

          إنى أمرؤ منى الوفاء سجيّة     .......   وخِصالُ كل مهذبٍ مِفضالُ

فكيف بنا معاشر الآباء والمربين ألا نحافظ على وعودنا وعهودنا التي قطعناها لأبنائنا
وهكذا تكون التربية حقا والقول صدقا وحبلا موصولا بيننا وبينهم.

No comments:

Post a Comment