Thursday, November 18, 2021

كيف تتحكم في عواطفك ؟

 

كيف تتحكم في عاطفتك؟



معنى العاطفة

العواطف هي المشاعر القلبية التي يكونها الشاب أو الفتاة تجاه شخص ما أو فكرة ما أو شيء ما وهي متنوعة ومتعددة: (حب، كره، ضيق، ألم، فرح، حزن، سعادة، حقد، تسامح.....إلخ)

والعاطفة نزعة مكتسبة تتكون بالتدريج، وتتأثّر بالوسط العائليّ والاجتماعيّ، وكل ما يُحيط بالفرد ويرتبط بهم.

كما أنَّ التدين المستقيم والحياة الروحية السليمة، والثقافة، وأساليب التربية.. لها الدور الأعظم في استقرار واضطراب عواطفنا.

والعاطفة لا تعنى الشعور فقط، إنَّما العاطفة حالة شعورية يصحُبها نشاط متواصل، فالأُم تشعر بحُب شديد نَحو أولادها، وهذا الحُب الفريد هو الذي يدفعها إلى مداومة العمل من أجلهم، ولهذا لا يمكن أن نفصل العاطفة عن العطاء الذي يُحدد مستوى العاطفة.

كيف يمكنك أن تتحكم في عواطف؟

راقب مشاعرك و أفكارك باستمرار

الكثير منا يتصرف تصرفات لا يعرف لما يقوم بها، فالغضب و الشعور بالحزن، القلق و التوتر، الخوفكلها مشاعر تأتينا أحيانا دون أن نعرف السبب، فينعكس ذلك على سلوكنا و طريقة تعاملنا مع من حولنا فنصبح غير مدركين لما نقوم به و جاهلين السبب وراء تصرفنا بتصرف معين.

إن المشاعر و العواطف التي نعرفها ما هي إلا ردة فعل عن حدث نعيشه أو خبر نسمعه فيؤثر ذلك على مشاعرنا بناء على ما نعيشه في تلك اللحظة أو حتى على ما مضى و ما مررنا به من خبرات سابقة في حياتنا.

المطلوب منك هو أن تقوم بوقت مستقطع في كل مرة تشعر بها بشعور ما كالغضب و الحزن أو القلق قم بتحليل مشاعرك، هل أنت حقا غاضب، هل ما تشعر به ناجم حقا عما وقع لك الآن أم بسبب ما وقع لك الأسبوع الماضي و الذي مازال أثره في نفسك لغاية هذه اللحظة.

إن معرفة مصدر و سبب المشاعر التي تشعر بها قد يكون صعبا في بعض الحالات و قد يستغرق فترة زمنية لا بأس بها حتى تتوصل للسبب الحقيقي و راء شعورك ذاك، لذا حاول و لا تتوقف، خذ كامل الوقت الذي يلزمك و لا تستعجل الأمر لأن معرفة أصل الشعور مهم جدا لمعرفة كيف تتحكم به و تديره بعدها.

فكم من شخص يكون في حالة غضب يقوم بصب كل غضبه على شخص أتى صدفة في طريقه وبعد أن يزول غضبه ويستعيد سيطرته على نفسه و مشاعره يخبر ذلك الشخص المسكين بأنه لم يكن يقصده بل كان غاضبا لسبب آخر ليس له علاقة به أبدا وأنه لم يتحكم في نفسه في تلك اللحظةوغيرها من الجمل السخيفة التي لا تبرر موقفه أبدا.

فهنا الشخص أخطأ لأنه لم يقم بخطوة محاولة ايجاد أصل غضبه و مصدره الحقيقي، فشعوره بالغضب بدون مصدر واضح جعله يلقي بغضبه على أي شيء يصادفه فهو يبحث فقط عن شيء يخلصه من ذلك الشعور و توجيهه لغضبه على شيء غير السبب الرئيسي لن يأتي بنتيجة، لأن الحل الوحيد للتخلص من شعور ما هو ايجاد مصدره الأصلي فقط.

سيطر على سلوكك

أقصد هنا أنه عليك أن تعرف كيف تحافظ على سلوكك طبيعيا و تتحكم في تصرفاتك سواء بأن تتصرف أو بعدم اتخاذ أي موقف حيال ما تشعر به، وهذه المرحلة تعتمد على المرحلة الأولى، فمعرفتك لعواطفك و ما تشعر به بشكل واضح هو ما يمكنك من التصرف بشكل مناسب و التحكم في ردود أفعالك الناتجة عن عواطفك و مشاعرك.

فمدى فهمك لشعورك و قدرتك على معرفت أصل العاطفة لديك هو ما يظهر لك السلوك المناسب الذي عليك أن تتخذه، أما إن تجاهلت المرحلة الأولى المذكورة سابقا فلن تتمكن من معرفة أي سلوك صحيح تتخذ وستكون ردة فعلك اتجاه الحادث أو الشخص الذي أثار فيك ذلك الشعور هي السلوك الذي يتحكم بك و الذي ستتخذه في نهاية الأمر.

تقبل مشاعرك

إن الحل الوحيد للسيطرة على مشاعرك و التخلص منها ( السلبية منها طبعا ) هو أن تتقبلها، فالهروب منها لن يجعلها تزول أبدا، بل ستبقي في داخلك تعود لكي تعكر مزاجك كلما سنحت لها الفرصة، فإن أردت أن تتحكم في مشاعرك فعليك أولا أن تعترف بوجودها و وألا تهرب منها أو تخفيها تحت مشاعر مزيفة ليست حقيقة بداخلك.

إن الواحد منا لا يتقدم إلا اذا كانت له الجرأة على الإعتراف بنقاط ضعفه، فالمخطئ لن يتوقف عن ارتكاب الخطأ و الوقوع فيه إلا اذا اعترف به، ما عدا ذلك فإنه لن يتمكن أبدا من ادراك أن ما يقوم به خطأ.

الهروب من مشاعرك ليس حلا، بل عليك أن تتقبلها و تعمل على مواجهتها حتى تتمكن من السيطرة عليها و توجيهها كما تريد.

واعلم أن الله تعالى لم يخلق فينا مشاعر سلبية محضة وإنما كل المشاعر يمكن استخدامها بصورة إيجابية أو صورة سلبية.

تعلم الإنصات للآخرين

إن الذكاء العاطفي لايتعلق بك فقط بل يتعدى للأشخاص من حولك وذلك من خلال قدرتك على فهم مشاعرهم وتحديد سلوكهم و طبيعة عواطفهم و حسن التعامل معها، و أفضل طريقة لذلك هو أن تتعلم كيف تنصت.

إن اتقانك لفن الإصغاء هو الخطوة الأولى لفهمك للطرف الآخر وذلك باعطاء كامل انتباهك له، أترك أي شيء يشتت انتباهك و استعمل حاست البصر و السمع لديك لمعرفة عواطف الشخص الذي تتحدث إليه و مشاعره الباطنة و التي لا يتم ذكرها بطريقة مباشرة ولكن من خلال وعيك بالذكاء العاطفي و الذي يعتبر حاستك السادسة سيكون بامكانك أن تستشعر عاطفت من تتحدث غليه من خلال كلماته ( السمع ) و لغة جسده ( البصر)

جزء من دورة ابن شخصيتك للدكتور أيمن زكي

No comments:

Post a Comment